تواصُل الصلاة والنداءات من أجل إنهاء العنف في الأرض المقدسة

تطالب الهيئات الكاثوليكية ومجالس الأساقفة في العالم بإنهاء العنف في الأرض المقدسة وتتحدث عن معاناة سكان غزة بشكل خاص.

مع تواصل العنف في الأرض المقدسة تتعدد النداءات من أجل تفادي المزيد من الضحايا والدمار مع إشارة إلى الأوضاع المأساوية لسكان غزة على وجه الخصوص وما يحتاجون إليه من مساعدات. فقد وجهت كاريتاس الدولية على سبيل المثال نداءا ملحا أمس الاثنين لتقديم مساعدات طبية إلى السكان المتضررين من القصف الإسرائيلي. كما وأشارت الهيئة الكاثوليكية إلى استعداد كاريتاس القدس على أرض الواقع للإجابة على الاحتياجات العاجلة للآلاف من الجرحى والأشخاص الذين اضطروا إلى ترك مساكنهم. وحول أوضاع سكان غزة تحدثت الراهبة بريدجيت تاي الأمينة العامة لكاريتاس القدس فقالت إن سكان غزة قد عاشوا حروبا كثيرة لسنوات عديدة إلا أن الجميع يتفقون على أن الأمر يختلف تماما هذه المرة، حيث هم محاصرون في هذا الشريط من الأرض ذي الكثافة العالية من السكان تحت قصف جوي عنيف وبدون أماكن يمكنهم اللجوء إليها. وتابعت الأمينة العامة متحدثة عن إعاقة القصف الجوي لتمكن كاريتاس من تقديم مساعداتها وأكدت أن الهيئة ما أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار ستوفر الخدمات الطبية والنفسية الأساسية.

هذا وعما يتعرض له سكان غزة تحدث مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف في فلسطين مشيرا إلى أنه وحسب ما تم الحصول عليه من معلومات منذ 10 أيار مايو فقد قُتل 60 طفلا في قطاع غزة وطفلان في إسرائيل. يزيد من جهة أخرى عدد النازحين في غزة عن 38 ألف شخص وجدوا ملاجئ لهم في 48 مدرسة بينما تضررت من القصف 41 مدرسة. تحدث مكتب المنظمة الأممية أيضا عن الاحتياجات الإنسانية الكبيرة مثل المياه والمساعدات الصحية والطبية والدعم النفسي، وأكد الحاجة إلى هدنة إنسانية وإنهاء العنف للتمكن من إيصال المساعدات إلى الأشخاص. هذا وتجدر الإشارة إلى أنه وقبل التصاعد الخطير للعنف كان طفل من بين ثلاثة في غزة في حاجة إلى دعم نفسي حسب ما ذكر مكتب يونيسيف مذكرا بأن هذه هي رابع موجة شرسة من العنف يتعرض إليها الأطفال منذ عام 2009.

تواصل من جانبها مجالس الأساقفة الكاثوليك في مناطق العالم المختلفة رفع الصوت مطالَبةً بإنهاء العنف، فقد صدر على سبيل المثال الاثنين 17 أيار مايو بيان حول ما يحدث في الأرض المقدسة عن لجنة عدالة وسلام في مجلس أساقفة جنوب أفريقيا، الذي يجمع الأساقفة الكاثوليك في كلٍّ من جنوب أفريقيا وبوتسوانا وسوازيلاند، أكد في البداية صلاة الأساقفة من أجل السلام في غزة وإسرائيل. وذكر الأساقفة أنهم يتَّحدون مع قداسة البابا فرنسيس في توجيه نداء إلى القادة السياسيين من الطرفين من أجل إيقاف دوامة العنف والعودة إلى درب الحوار. ومن بين ما جاء في بيان مجلس أساقفة جنوب أفريقيا أنه لا يمكن البقاء صامتين أمام ما يشهد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من تصاعد للعنف وما يصاحبه من جراح وفقدان للحياة. وواصل البيان متحدثا عن إدراك الأساقفة لمعاناة الفلسطينيين وآلامهم لعقود من الزمن، وأكد الصلاة والتشجيع كي يكون الحوار الدرب إلى السلام. وحذر أساقفة جنوب أفريقيا من الرد المبالغ فيه على العنف والذي لا يمكن أن يكون حلا للأزمة الحالية. هذا وأراد بيان لجنة عدالة وسلام التذكير بأن ما فجر الأزمة الأخيرة هو التهديد باقتلاع سكان من بيوتهم في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، ودعا مجلس الأساقفة بالتالي إلى إنهاء عمليات إبعاد السكان هذه. ثم كرر البيان وحدة الأساقفة الكاثوليك في جنوب أفريقيا وبوتسوانا وسوازيلاند مع البابا فرنسيس في الصلاة وتوجيه النداء كي تكون القدس مكان لقاء، لا مكان اشتباكات عنيفة.

وكان الأب الأقدس قد دعا الجميع الأحد 9 أيار مايو عقب تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء إلى البحث عن حلول مشتركة، لكي يتم احترام الهوية متعددة الأديان والثقافات للمدينة المقدسة وتسود الأخوَّة. ثم عاد البابا فرنسيس الأحد 16 من الشهر إلى الحديث عن العنف في الأرض المقدسة فقال: أوجّه نداء من أجل الهدوء، وإلى من تقع عليهم المسؤولية بأن يضعوا حدًّا لضوضاء السلاح ويسيروا على دروب السلام بمساعدة المجتمع الدولي. لنصلِّ بلا انقطاع لكي يجد الإسرائيليون والفلسطينيون درب الحوار والمغفرة، ولكي يكونوا بناة صبورين للسلام والعدالة، وينفتحوا، خطوة بعد خطوة، على رجاء مشترك، وتعايش بين الإخوة. لنصلِّ من أجل الضحايا وخاصة من أجل الأطفال، لنرفع صلاتنا إلى ملكة السلام من أجل السلام.

Église Catholique d'Algérie