ستنتخب حركة فوكولاري يوم غد الأحد الموافق الحادي والثلاثين من الجاري رئيستها الجديدة والتي ينبغي أن تكون امرأة بحسب النظام الداخلي وستقود الحركة خلال السنوات الست المقبلة. ستحل الرئيسة الجديدة مكان ماريا فوشي التي شغلت هذا المنصب لولايتين متتاليتين بعد رحيل المؤسّسة كيارا لوبيخ.
في الرابع والعشرين من الجاري بدأت أعمال الجمعية العامة للحركة وهي الجمعية الثالثة منذ رحيل لوبيخ في العام 2008. كان من المرتقب أن تلتئم الجمعية مطلع شهر أيلول سبتمبر لكن تم إرجاؤها بسبب جائحة كوفيد 19، وهي تُعقد اليوم بصورة افترضية وتشهد مشاركة ثلاثمائة واثنين وستين موفدا من مختلف أنحاء العالم، يمثلون ثقافات مختلفة. يوم الاثنين المقبل وغداة انتخاب الرئيسة سيتم انتخاب نائبٍ لها، وهو حاليا الإسباني خيسوس موران، على أن يُنتخب في الرابع من شباط فبراير المستشارون الذين سيعاونون رئيسة فوكولاري في مهامها.
للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السيدة ماريا فوشيه التي أوضحت أن بداية رسالتها لاثنتي عشرة سنة خلت كانت صعبة لكنها كانت جميلة جدا، وعبرت عن شكرها على العديد من العطايا التي نالتها ومكّنتها من القيام بواجبها. وقالت إنها تعرفت على وقائع جديدة وعلى الكاريزما الخاص بالمؤسسة كيارا لوبيخ، وذلك بفضل الزيارات التي قامت بها إلى مختلف أنحاء العالم، وتعرفت على ثقافات مختلفة وعلى التحديات التي تواجهها اليوم « عائلة لوبيخ » الكبيرة. وعبرت أيضا عن امتنانها لله على المحبة الكبيرة التي حاولت أن تقدمها لأعضاء حركة فوكولاري، وعلى المحبة التي خصها بها أشخاص كثيرون كانوا غرباء في الماضي، لكن سرعان ما صاروا جزءا منها، وهم أخوتها وأخواتها المنتشرون في أنحاء العالم كافة.
لم تخل كلمة السيدة فوشيه من الإشارة إلى الجائحة التي يواجهها العالم اليوم وقالت إنها أرغمت الناس على التخلي عن أمور كثيرة. مع ذلك قالت إن بداية العام 2020 كانت رائعة بفضل افتتاح المعرض المخصص لكيارا لوبيخ في مدينة ترينتو وذكّرت بالزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا وتحدث خلالها عن كاريزما لوبيخ وحركة فوكولاري. وبعد تفشي الوباء، مضت تقول، عُلقت كل النشاطات لكن سرعان ما اكتشفنا الإمكانات الكبيرة التي تضعها اليوم بتصرفنا الوسائل التكنولوجية، وهذا ما سمح بالتعرف على حياة كيارا على مدى السنة الماضية. واختُتم العام بفيلم درامي يتناول حياة هذه المرأة، بُث على قناة الـ RAI الأولى، وتابعه حوالي خمسة ملايين مشاهد في إيطاليا وحدها، مع العلم أن هذا العمل التلفزيوني قد يُترجم إلى لغات أخرى.
توقفت رئيسة فوكولاري بعدها عند الصفات التي ميزت حياة كيارا لوبيخ والتي تعلمت الإصغاء إلى الآخرين، وحتى إلى أشخاص ينتمون إلى كنائس وديانات مختلفة، وإلى من لا دين لهم. وقالت إن كيارا عاملت هؤلاء كأخوة وأخوات وهذا ما نقلته أيضا إلى أعضاء فوكولاري، ويشكل قوة مذهلة، لافتة إلى أن عالمنا اليوم يحتاج إلى الأخوة، وهو أمر يشجع عليه البابا فرنسيس، كما أن الحركة تملك نعمة خاصة إذ تسعى إلى بناء هذه الأخوة، بفضل كاريزما الوحدة الذي نالته من مؤسِّستها كيارا لوبيخ.
في سياق حديثها عن البابا فرنسيس قالت السيدة فوشيه إنها التقت به في مناسبات مختلفة. وكانت تشعر في كل مرة أنه يخصها باهتمام مميز مشيرة – على سبيل المثال – إلى أنه شاءها إلى جانبه خلال لقائه مع أعضاء حركة فوكولاري المنتمين إلى مختلف الكنائس والذي عُقد في قاعة بولس السادس بالفاتيكان، وختمت حديثها لموقع فاتيكان نيوز بالقول إنها ممتنة جدا للفتة المحبة والحنان هذه.