« شغف للإنسان » هو موضوع النسخة الثالثة والأربعين للقاء الصداقة بين الشعوب الذي تستضيفه مدينة ريميني الإيطالية سنوياً، وسيُعقد هذا العام من العشرين وحتى الخامس والعشرين من آب أغسطس المقبل، حسبما قال المنظمون الذين قدموا برنامج اللقاء خلال مؤتمر صحفي عُقد في روما.
كد المنظمون أن اللقاء سيشهد هذه السنة مشاركة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، وبالتحديد يوم الرابع والعشرين من الشهر المقبل. وقد وقع الاختيار على هذا الموضوع من جملة قالها الأب لويجي جوساني في العام ١٩٨٤، والذي يُحتفل هذا العام بالذكرى المئوية لولادته. وسيشارك في اللقاءات أيضا رئيس المحكمة الدستورية جوليانو أماتو، والمفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية باولو جنتيلوني، بالإضافة إلى وزيرة تكافؤ الفرص والعائلة إيلينا بونيتي، ورئيس مجلس أساقفة إيطاليا، الكاردينال ماتيو ماريا زوبي، الذي سيُلقي مداخلة حول شعار اللقاء، يوم الأحد الموافق الحادي والعشرين من آب أغسطس. خلال المؤتمر الصحفي قال رئيس مؤسسة « اللقاء » برنارد شولتز إنه إزاء الوضع الذي نعيشه حاليا والمطبوع بالحرب ضد أوكرانيا، وإزاء مشاهد الآلام التي لا توصف والتي يعاني منها الأطفال والنساء، فضلا عن التبعات التي تترتب على الأوضاع الجيوسياسية، سيستضيف لقاء ريميني هذا العام عددا من الأشخاص القادمين من أوكرانيا وروسيا والذين سيقدمون شهاداتهم، وسيسلطون الضوء على الجذور الثقافية الأوروبية المشتركة. وأضاف السيد شولتز أن النقاشات ستتطرق إلى التحديات الاقتصادية وليدة العقوبات والقيود المختلفة، مع التأكيد على أهمية عملية الانتقال الإيكولوجي التي ينبغي أن تبقى أولوية. وتعليقا على عنوان اللقاء « شغف للإنسان » قال إن المنظمين يريدون إيلاء اهتمام خاص هذا العام للتربية والعائلة والمدرسة، ضمن سياق اجتماعي مطبوع بالهشاشة الوجودية وبالعديد من التساؤلات. فيما يتعلق بقضايا الأسرة تحدثت وزيرة تكافؤ الفرص والعائلة إيلينا بونيتي وقالت إن السياسة مدعوة إلى توفير الظروف الملائمة كي يُترجم شغف الجميع والتطلعات والآمال في مشاريع حياة. ولهذا السبب ثمة حاجة إلى سياسات عائلية، تكون بنوية ومتكاملة وكونية، تنظر على المدى القريب والمتوسط. وشددت على مركزية الاستثمار في التربية نظراً لأهميتها بالنسبة للأجيال المستقبلية، فضلا عن توفير الدعم الاقتصادي والبنى التحتية وفرص العمل. من بين المشاركين في المؤتمر الصحفي أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر، الذي ذكّر الحاضرين بالحرب الدائرة في أوكرانيا، وشدد على ضرورة إعادة إطلاق الجهود الدبلوماسية، والتأكد من الالتزام بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي، ألا وهي سيادة وحرمة الأراضي، الحق في تقرير المصير، الحق في العيش بأمن وسلام والحق المشروع في الدفاع عن النفس. وقال المسؤول الفاتيكاني إن البشرية اليوم مدعوة وأكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز ذهنية السلام والأخوة البشرية، مضيفا أنه لا نستطيع أن نعيش كما أن الحرب أصبحت أمراً اعتيادياً. |