« إنَّ مريم الكليّة القداسة، تعكس في بساطتها وتواضعها، جمال الله الثالوث، لأنها قبلت بيسوع بشكل كامل في حياتها » هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها إنَّ هذا العيد الذي نحتفل به بالله الآب والابن والروح القدس، هو سرٌّ أظهره لنا يسوع المسيح: الثالوث الأقدس. نتوقّف اليوم للاحتفال بهذا السرّ لأن هذه الأقانيم ليست صفات لله، بل هي أقانيم حقيقية ومختلفة عن بعضها البعض. هناك الآب الذي أرفع إليه صلاتي بصلاة الأبانا والذي منحني الفداء ومن ثمَّ هناك الروح القدس الذي يقيم فينا وفي الكنيسة. وهذا السر يحدِّث قلبنا ونجده في عبارة القديس يوحنا التي تُلخِّص الوحي كلّه « الله محبة ». الآب هو محبة والابن هو محبة والروح القدس هو محبّة. وبقدر ما هو « محبة »، فإن الله، على الرغم من كونه واحدًا وفردًا، فهو ليس وحدة بل شركة. إنَّ الحب، في الواقع، هو في الأساس عطيّة الذات، وفي حقيقته الأصلية واللامتناهية، هو الآب الذي يهب نفسه بولادة الابن، الذي يعطي نفسه بدوره للآب ومحبتهما المتبادلة هي الروح القدس، الرابط لوحدتهم.
تابع الأب الأقدس يقول لقد كشف لنا يسوع نفسه سرّ الثالوث. وجعلنا نعرف وجه الله كأب رحيم، وقدَّم نفسه، إنسانًا حقيقيًّا، كابن الله وكلمة الآب. تحدَّث عن الروح القدس المنبثق من الآب والابن، روح الحق، الروح البارقليط، أي المعزي والمحامي. وعندما ظهر للرسل بعد قيامته، أرسلهم يسوع ليبشرّوا « جميع الشعوب، ويعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس ».
أضاف الحبر الأعظم يقول إن عيد اليوم إذًا يجعلنا نتأمّل هذا السرّ الرائع للحب والنور الذي نأتي منه وإليه تتوق مسيرتنا الأرضيّة. في إعلان الإنجيل وفي جميع أشكال الرسالة المسيحية، لا يمكن للمرء أن يتجاهل هذه الوحدة التي طلبها يسوع؛ إنَّ جمال الإنجيل يتطلّب منا أن نعيشه ونشهد له في الوئام بيننا، نحن المختلفين تمامًا فيما بيننا. وهذه الوحدة هي جوهريّة للمسيحي: هي ليست موقف وإنما هي جوهريّة لأنَّ الوحدة تولد من الحب ومن رحمة الله ومن البرِّ في يسوع المسيح وحضور الروح القدس في قلوبنا.
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول إنَّ مريم الكليّة القداسة، تعكس في بساطتها وتواضعها، جمال الله الثالوث، لأنها قبلت بيسوع بشكل كامل في حياتها. هي التي تعضد إيماننا وتجعلنا عِبادًا لله وخدامًا لأخوتنا.