ستهل الكاهن الإيطالي حديثه لموقعنا معبرا عن ألمه الكبير حيال ما يجري في إسرائيل وقطاع غزة، وفي الأرض المقدسة عموما، معربا عن أمله في التوصل قريبا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يعيد إحياء الحوار الذي هو ضرورة لهذه الأرض، لا غنى عنها. وأكد أنه على الرغم من استمرار القتال وأعمال العنف، ترى جهات عدة أن ثمة أملا في التوصل إلى هدنة.
ولم يُخف الأب فولتاجو قلقه حيال أعمال العنف والشغب التي شهدتها مدن إسرائيلية عدة، في منطقة الجليل. وقال إن بعض تلك المدن كانت نموذجاً للتعايش السلمي، شأن مدينة حيفا على سبيل المثال. وأضاف أن تلك المواجهات أثارت المخاوف من وقوع حرب أهلية داخل إسرائيل، وفتحت جروحاً قديمة. وتوقف عند إطلاق الصواريخ على إسرائيل من داخل الأراضي اللبنانية وقال إنها لم تُلحق أضرارا تُذكر في منطقة الجليل، لكنها ولدت الخوف لدى السكان، وتمنى ألا تؤدي هذه الحوادث إلى تصعيد أمني بين الطرفين.
تابع الكاهن الإيطالي حديثه متوقفا عند النداء الذي أطلقه قادة الكنائس المسيحية في المنطقة مع بداية أعمال العنف، وأضاف فولتاجو أن المواقف لم تقتصر على التصريحات الرسمية إذ إن العديد من المسؤولين المسيحيين والمسلمين واليهود عقدوا اجتماعات على المستوى المحلي، داعين إلى التعقّل وتغليب لغة الحوار، ومن بينهم أشخاص نشروا فيديوهات على شبكة الإنترنت، لاقت أصداءً إيجابية، مؤكدين أنهم يعارضون بشدة أعمال العنف.
بعدها توقف رئيس معهد « والدة الفادي » الإكليريكي في الجليل عند الرسالة التي ينبغي أن يقوم بها المسيحيون في المنطقة وقال إن رسالتنا الأولى كمسيحيين وسط هذا التنوع الكبير في الأديان المتواجدة في الأرض المقدسة، هي أن نكون جسوراً للمصالحة والسلام. وقال: مما لا شك فيه أن « الجسر » في هذه الحالات يعاني كثيراً نظرا للتجاذبات القائمة، ومع ذلك ينبغي ألا نتخلى عن هذه المهمة، مذكراً بأن أول « جسر » وأول وسيط بين الله والإنسان كان الرب يسوع المسيح، والمسيحيون مدعوون هم أيضا إلى التمثل بالرب. وعبر الأب فرنشيسكو فولتاجو في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني عن أمله بأن يمنح الرب يسوع القائم من الموت الأرض المقدسة هبة السلام الخارجي والداخلي.